أهمية تعليم التجويد للأطفال في سن مبكرة وأفضل الطرق لذلك

 مقدمة عن تعليم التجويد للأطفال

يهدف تعليم التجويد للأطفال إلى شرح قواعد التجويد بطرق بسيطة تناسب قدرات الأطفال على الفهم والاستيعاب، وتمكّنهم من تعلم أصوات الحروف العربية والأصوات القرآنية والترقيم الصحيح، مع كيفية قراءة الآيات القرآنية وفق الأحرف المجوّدة.

وعادةً ما يتم تعليم الأطفال أحكام التجويد البسيطة مثل النون الساكنة والتنوين، ثم الصعود شيئاً فشيئاً إلى القواعد الأكثر صعوبة، ويتميز تعليم التجويد للأطفال باتباع أساليب تعليمية تجذب الطفل وتعينه على الفهم مثل الألعاب والأنشطة السهلة من أجل التعلم بفعالية أكبر.

اقرأ عن: القرآن في متناول يديك

أهمية تعلم التجويد في سن مبكرة

يساعد تعلم التجويد في سن مبكرة الأطفال على قراءة القرآن الكريم بتمعن وفهم، مع العمل على تحسين المهارات اللغوية المختلفة من نطق الحروف من مخارجها الصحيحة، وفهم معاني المفردات بفضل صحة اللفظ.

كما يعزز تعليم التجويد للأطفال من التركيز والانتباه، فقواعد التجويد تبحث حالات توارد الحروف وتتاليها وحركاتها وسكونها، وهذا يتطلب تركيزاً كبيراً أثناء التلاوة، لذا لا بد من الاهتمام بتعليم الأطفال التجويد منذ سن مبكرة.

فوائد التجويد على النطق الصحيح والتلاوة السليمة

يعد التجويد أداة لاتقان التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم، فمن خلال تعلم أصوات الحروف ونطقها الصحيح، يتمكن الطفل من الوصول لتلاوة سليمة خالية من الأخطاء اللفظية والتي من الممكن أن تؤدي إلى لغط في المعاني والمفردات.

 بالتالي فإن تعليم التجويد للأطفال يدربهم على القراءة واللفظ والتهجئة، مما يعزز من فهمهم للآيات وحفظها بشكل أفضل، ويساهم في حفظ القرآن الكريم من التحريف واللحن والتبديل.

وأما من الناحية اللغوية،  فيساعد التجويد الأطفال على النطق السليم لأي كلمة ترد أمامهم، وذلك لأن من أساسيات التجويد تعلم مخارج الحروف أولاً قبل البدء بأحكام الحروف والمدود.

وهذا بدوره يساهم في تحسين اللغة العربية لدى الأطفال، ويثري فكرهم وعقولهم، ويطور من مهاراتهم القرائية، ويجعل الطفل أكثر قدرةً على استيعاب اللغة والقواعد العربية لاحقاً.

كيفية تعليم التجويد للأطفال

يبدأ تعليم التجويد للأطفال عادةً بتعريف الأطفال بأهمية التجويد في تحسين التلاوة وفضله، وتوضيح أنّ أحكام التجويد هي أحكام لضبط القراءة، لجعل تلاوة القرآن أكثر جمالاً وتأثيراُ ومنفعةً، فعندما يدرك الطفل ذلك يصبح أكثر استعداداً لتعلم أحكام التجويد.

استراتيجيات فعالة لتعليم التجويد للأطفال

من الضروري جداً في تعليم التجويد للأطفال اتخاذ أساليب شرح مبسطة وسهلة، تعين الطفل على الفهم وتزيد من قدرته على استيعاب كل حكم، ومن الأمور الفعالة في هذا هي دمج المرح بالتعلم، واتخاذ استراتيجيات فعالة لتعليم التجويد للأطفال نذكر منها:

تعليم التجويد بالصور:

 يمكن استخدام الصور والرسوم لتوضيح قواعد التجويد للأطفال، فالطفل ينجذب إلى التعليم المرئي بشكل كبير، ويمكن تصميم بطاقات وصور تحاكي القواعد وتشرحها بطريقة بسيطة تتضمن الحرف والتشكيل وكيفية النطق.

التعليم بالقصص:

من أفضل الطرق لتعليم الأطفال بشكل عام، ويمكن تصميم قصص تعبر عن كل حكم أو قاعدة تجويدية، ثم قصها بطريقة مشوقة على الأطفال، تساهم هذه الطريقة في حفظ الأحكام بطريقة مبسطة.

التعليم بالتكنولوجيا:

يمكن استخدام التطبيقات الذكية المخصصة لـ تعليم التجويد للأطفال والألعاب الإلكترونية الإسلامية، والتي تقدم تمارين وشروح مبسطة لتعزيز فهم نطق الحروف وأحكام التجويد.

اقرأ أيضاً: كيفية تعليم التفسير للأطفال

استخدام الألعاب والأنشطة التعليمية لجعل التجويد ممتعًا

يساعد استخدام الألعاب والأنشطة التعليمية بتعليم الطفل التجويد بشكل غير مباشر، ودون الحاجة إلى التكرار أو التلقين، ويمكن  استخدام الألعاب اللغوية لتعليم التجويد بشكل مرح وجذاب.

ومن الأمثلة على هذه الألعاب تشكيل الكلمات المعطاة بتشكيل صحيح، واكتشاف الحكم التجويدي بين كلمتين أو في كلمة واحدة، ومن الممكن أيضاً تنظيم لعبة لاكتشاف الخطأ التجويدي، مثل سماع كلمات ثم تحديد الخطأ الوارد فيها أثناء سماعها.

دور الأهل في دعم تعلم التجويد

إن دور الأهل في تعليم التجويد للأطفال لا يقل أهمية عن دور المدرسة أو المسجد، وذلك بكونهم قدوة حسنة لأطفالهم، ومع التزامهم بتلاوة القرآن أمامهم يومياً، إذ يساعد هذا على انضباط الطفل وزرع حب القرآن في قلبه منذ الصغر.

كما من الممكن أن يقوم الأهل في تعليم الطفل تلاوة وتجويد القرآن الكريم بشكل مبسط في المنزل، وتنظيم نشاط يومي للقيام بذلك معاً، مع الاستعانة بالوسائل الحديثة كالتطبيقات والألعاب التعليمية والتي تجعل تعليم التجويد للأطفال أكثر سهولةً وفعاليةً.

موارد تعليم التجويد للأطفال

تتنوع موارد تعليم التجويد للأطفال، ولا تنحصر فقط بالكتب أو المناهج المتخصصة، ومن أهم موارد تعليم التجويد للأطفال نذكر:

كتب ومواد تعليمية مخصصة للأطفال

من أهم كتب تعليم التجويد للأطفال:

• أحكام التلاوة والتجويد للصغار ملون: وهو كتاب ملون يشرح أحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة والمدود.
• كتاب تعليم التجويد للصغار: يساعد هذا الكتاب على القراءة الصحيحة بالتشكيل بأسلوب سلس، مع صور معبرة.

تطبيقات ومواقع إلكترونية لتعلم التجويد:

لنتعرف على أفضل تطبيقات ومواقع إلكترونية لتعلم التجويد:

تطبيق Ali Huda:

تطبيق مسلٍ جداً وهادف، يعلم تلاوة وتجويد القرآن الكريم للأطفال، وإلى جانب ذلك يوجد محتوى خاص في التطبيق لتعليم قصص الأنبياء والتعاليم الإسلامية بصورة مشوقة وجذابة.

تطبيق مدكر:

من أفضل التطبيقات في تعليم التجويد للأطفال في المنزل، حيث يتم تعليم القرآن للأطفال من خلال معلمين ومعلمات مُجازبن في قراءة  قراءة القرآن الكريم لكي يتعلم الطفل القراءة بإتقان.

إليك أيضاً: أفضل طرق تعليم تلاوة القرآن الكريم للأطفال

الدورات التعليمية لتعلم التجويد للأطفال

يمكن أن توفر الدورات التعليمية توجيهاً مهنياً من قبل معلمين مجازين في مجال التجويد، لضمان تعليم التجويد للأطفال بدقة واتقان، مع  تقديم الدروس بطريقة تفاعلية مشوقة لجعل التعلم ممتعاً، مما يزيد من اهتمام الأطفال وتركيزهم.

أفضل الدورات المتاحة عبر الإنترنت

من أفضل الدورات المتاحة عبر الإنترنت دورة جيل القرآن المقدمة من منصتنا جيل العربية، ونهدف من خلال هذه الدورة إلى بناء جيلٍ يتمسك بالقرآن ويطبق تعاليمه في حياته اليومية.

تتميز دورة جيل القرآن بمنهج شامل يغطي تجويد القرآن وتلاوته، وشرحه بطريقة مبسطة ومناسبة للأطفال، مع وقفات تدبرية لتعليم الأطفال أهم الحكم والمواعظ القرآنية.

انضم إلينا اليوم وكن جزءًا من تحقيق هذه الرؤية النبيلة لبناء مستقبل مشرق مع جيل القرآن الكريم.

مقارنة بين الدورات المجانية والمدفوعة

تتوفر الدورات التعليمية لـ تعليم التجويد للأطفال بأشكال مجانية وأخرى مدفوعة، ولكل منها مزايا وعيوب، ولهذا قدمنا لكم مقارنة بين الدورات المجانية والمدفوعة بشكل بسيط:

الدورات المجانية

• توفر فرصة للأطفال لتعلم التجويد بدون دفع أي تكاليف.
• بعض الدورات المجانية قد تقدمها جهات موثوقة ومعتمدة، وبعضها قد يكون غير موثوق.
• جودة متفاوتة، فقد لا تحتوي الدورات المجانية على كافة المفاهيم.
• تفتقر الدورات المجانية إلى تقديم المساعدة الطلاب بشكل كامل وشخصي.

الدورات المدفوعة:

• تتميز الدورات المدفوعة عادةً بجودة عالية في المحتوى.
• توفر الدورات المدفوعة دعماً ومتابعة للطلاب لضمان فهمهم الجيد وتقدمهم.
• قد تقدم الدورات المدفوعة موارد إضافية مثل الكتب وورش العمل
• قد تكون الرسوم عائقاً لبعض الأسر في الوصول إلى هذه الدورات.

التحديات في تعليم التجويد للأطفال وكيفية التعامل معها

هناك بعض التحديات التي قد تعيق عملية تعليم التجويد للأطفال ومن أبرزها تفاوت المستوى بين الأطفال في النطق والفهم، مما يؤدي إلى الملل وعدم اهتمام الطفل بالحصة الدراسية، ولذا إليك كيفية التعامل مع كل من الحالات المذكورة:

التعامل مع صعوبة فهم بعض قواعد التجويد

من أجل التعامل مع صعوبة فهم بعض قواعد التجويد يمكن تطبيق ما يلي:

• تقديم القاعدة بشكل بسيط وواضح مع تقديم أمثلة عملية وتمارين على القاعدة.
• استخدام أنشطة تفاعلية تساعد الأطفال على تطبيق القواعد وفهمها.
• استخدام الرسوم التوضيحية والمتحركة لتوضيح القواعد بشكل بصري.
• تقسيم القواعد إلى أجزاء صغيرة وتقديمها بشكل متتابع وتدريجي.

كيفية الحفاظ على اهتمام الأطفال وتحفيزهم

من أبرز الأساليب للحفاظ على اهتمام الأطفال وتحفيزهم هي استماع الأطفال إلى قراء متقنين، فذلك يترك أثراً كبيراً في نفوسهم ويحفزهم بشكل كبير للاستمرار في تعلم التجويد.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام نظام المكافآت لتحفيز الأطفال على تعلم التجويد، ومن أبرز الجوائز الشهادات التقديرية والتكريم.

نصائح لتحسين تعلم التجويد للأطفال

يعتبر تعلم التجويد من العلوم التي تحتاج إلى تركيز وجهد لتحقيق الإتقان، وهذا ما قد يستصعبه الطفل في البداية، ولذا لا بد من تحفيز الطفل وتشجيعه بشكل دائم، مع اتباع نصائح لتحسين تعلم التجويد للأطفال لمساعدتكم على توجيه أطفالكم بلطف:

متابعة تقدم الطفل وتقديم التغذية الراجعة

تعني متابعة تقدم الطفل وتقديم التغذية الراجعة أي الاهتمام بما تعلم الطفل في كل جلسة تجويد، ومراجعته يومياً والتمرن عليه، وفهم ما يستصعبه الطفل وتقديم الدعم له في نقاط ضعفه، مع شرح نقاط الضعف خاصته لمعلمه لكي يتمكّن من مساعدته أثناء الحصص المخصصة للتجويد.

دمج التجويد في الأنشطة اليومية لتعزيز التعلم

يمكن دمج التجويد في الأنشطة اليومية لتعزيز التعلم وذلك من خلال:

• التجويد خلال الصلاة: يمكن قراءة القرآن في الصلوات اليومية مع التجويد، حيث يمكن للطفل تطبيق ما يتعلمه في التجويد أثناء الصلاة.
• استخدام الأوقات اليومية مثل المشي والتنزه لممارسة تجويد الآيات وتحفيظها ومراجعة ما تعلم الطفل.
• استخدام الأناشيد والألحان التعليمية لتحفيظ الأطفال أحكام التجويد بطريقة ممتعة وجذابة

أهمية مراجعة التجويد وممارسته بانتظام

مع مراجعة التجويد وممارسته بانتظام، يتمكن المتعلم من إتقان الأحكام التجويدية، فالممارسة تعني التكرار، والتكرار يساهم في تثبيت وترسيخ المعلومة في الذاكرة والاحتفاظ بها حتى تصبح عادة لدى المتعلم يسهل تطبيقها.

أهمية الاستمرار في ممارسة التجويد للحفاظ على المهارات

من المهم جداً  في تعليم التجويد للأطفال الاستمرار في ممارسة التجويد حتى بعد الانتهاء من تعلم الأحكام جميعها، فالتعلم دون استمرار وممارسة يورث النسيان.

وإن الاستمرار في تطبيق ما تعلم الطفل والتدرب عليه بشكل يومي يساعد على إتقان تلاوة القرآن بدقة، فالممارسة هي نوع من التدريب العقلي الذي يساعد على تعزيز الذاكرة وزيادة الانتباه، ومع مرور الوقت والاستمرارية سيلاحظ الطفل تحسناً كبيراً في مهارته التجويدية

دور التجويد في تنمية الوعي القرآني والتدبر

يساهم التجويد في تنمية الوعي بكلام الله تعالى وتدبر معانيه، فعندما يتم تلاوة القرآن بالتجويد الصحيح، يتسنى للقارئ فهم المعاني بشكل أفضل، مما يعزز التفكر في الآيات القرآنية وفهم الحكمة والعبرة منها.

وكلما كانت التلاوة متقنة من حيث التجويد والالتزام بالأحكام وجمال الصوت، فإنها تؤثر على القلب والروح بشكل كبير، مما يثير العقل والجوارح على تدبر كلام الله تعالى والعمل به.