القرآن في متناول يديك: تعلم القرآن الكريم عن بعد

تعلم القرآن الكريم عن بعد

يعد تعلم القرآن الكريم وحفظه ركناً أساسياً في التربية الإسلامية، وجزءاً هاماً من العبادة سواءً بتعلم تلاوته وتجويده أو دراسة تفسيره، وتطبيق مبادئه وقيمه.

ولهذا تحرص معظم الأسر المسلمة على تعليم القرآن الكريم لأطفالها، ومع انتشار وسائل التعليم الحديثة والإنترنت أصبح تعلم القرآن الكريم عن بعد من أكثر الوسائل المنتشرة اليوم.

أهمية تعلم القرآن الكريم

إنّ تعلم القرآن الكريم يحمل أهمية كبيرة للصغار والكبار، فهو مصدر التوجيه الأساسي في الدين الإسلامي، ومنه يمكن للفرد التعرف على المباحات والمحرمات، والتحلي بالسلوك السوي والعمل الصالح.

كما يعزز تعلم القرآن الكريم العلاقة بين الفرد والله تعالى، مع تعميق فهمه للأمور الدينية والروحانية، مما يساهم في زيادة الإيمان في قلب المسلم.

فضلاً عن كون القرآن الكريم مليء بالقيم والمبادئ الإنسانية، وهذا بدوره يساعد في تطوير وتحسين شخصية الفرد وعلاقاته مع محيطه.

والسبب الأول في تحقيق السعادة والرضا حيث يوجه القرآن إلى الطريق الصحيح في الدنيا للفوز بالجنة في الآخرة، فهو حجر الأساس في حياة المسلمين.

كما أن تعلم القرآن الكريم عن بعد يحافظ على اللغة العربية وانتقالها من جيلٍ إلى جيلٍ، مما يحافظ على الموروث الإسلامي العربي. 

ولهذا فإنه من الواجب على كل مسلم أن يتعلم القرآن الكريم ويحفظه، وكذلك أن يعلمه لأولاده، سواءً في المنزل أو المسجد أو عن طريق المنصات الإلكترونية التي تساعد في تعلم القرآن الكريم عن بعد.

تعرّف على: فوائد دروس التربية الإسلامية

تعليم القرآن الكريم للأطفال

لا شك أنّ من أكثر التساؤلات المطروحة دائماً متى أبدأ في تعليم القرآن الكريم للأطفال؟ وهل يمكن تعلم القرآن الكريم عن بعد للأطفال؟ وما السور التي يُفضّل أن أبدأ بها؟

حقيقةً إنّ عمر الطفل بين 3 حتى 6 سنوات يعتبر من أنسب الأعمار للبدء بتعليم الأطفال القرآن الكريم، وغرس قيم الدين الإسلامي فيهم من خلال تعليم القرآن.

ومن المناسب البدء بتعليم سورة الفاتحة، ثم قصار السور مثل: سورة الإخلاص، سورة الكوثر، سورة الناس، سورة الفلق، ..إذ أنها سهلة الحفظ والنطق، مما يُشعر الطفل بالإنجاز ويولد لديه الرغبة في الاستمرار.

ومن المهم التذكر أن الأطفال تحفظ بالتلقين والتكرار، فيجب أولاً ترتيل السورة على مسمع الطفل ثم نطلب منه أن يردد ما نقول، ونكرر هذا لفترة معينة حتى يحفظ الطفل السورة، هذا بالنسبة للحفظ في المنزل.

وأما عن تعلم القرآن الكريم عن بعد بالنسبة للأطفال، فيتم أولاً تعليم الطفل النطق الصحيح للحروف ثم القراءة، مع تعليم أحكام التجويد السهلة إذ يتم البدء بأحكام النون الساكنة والميم أولاً.

 ثم يتم التدرج بالأحكام بحسب العمر، وغالباً ما تبدأ مرحلة تعليم الأطفال قراءة القرآن من عمر 5 سنوات.

وإذا كان الطفل حافظاً لقصار السور سابقاً، فهذا سيسهل من تعليم القراءة وكذلك من تعلم أحكام التجويد.

اقرأ أيضاً: أفضل طرق تعليم التجويد للأطفال

تعليم القران الكريم للكبار

إذا كان الهدف من تعليم القرآن الكريم للكبار هو الحفظ فإنّ أفضل طريقة لذلك هي طريقة الحفظ المتسلسل، وهي كالتالي: 

يتم حفظ آية وتكرارها عدداً من المرات حتى ثباتها، ثم يتم حفظ الآية الثانية وتكرار الآيتين معاً، ثم حفظ الآية الثالثة وتسميعها مع الآيات السابقة وهكذا حتى يتم الحفظ جيداً.

كما أن قراءة الآيات التي تم حفظها وترديدها أثناء الصلوات يمكّن المتعلم من الحفظ بشكل أسرع، كما أنّ تعلم أحكام التجويد قبل البدء في الحفظ يساعد كثيراً على تفادي الأخطاء أثناء الحفظ.

وأما إن كان الهدف من تعليم القرآن الكريم للكبار هو إتقان التلاوة والتجويد، فيجب تعلم أحكام التجويد من أي وسيلة تعليمية يفضّلها الطالب، إذ يمكن تعلم القرآن الكريم عن بعد عبر الفيديوات التعليمية أو التسجيل بمنصات تعليم القرآن الكريم.

ويفضل دائماً الالتزام مع منصة أو مسجد حتى يتمكن المتعلم من التدريب بشكل فعلي، مع تقويم أخطائه من قبل الأستاذ المشرف على قراءته.

والجدير بالذكر أن تعليم تلاوة وتجويد القرآن الكريم يبدأ بتعليم مخارج الحروف حتى وإن كان المتعلم ناطقاً ومتحدثاً بالعربية، حيث أنّ مخارج الحروف مهمة جداً للقراءة الصحيحة، وتعين على النطق الصحيح للقرآن، وهي خطوة أساسية ولا يمكن تجاوزها.

تعلم احكام التلاوة والتجويد والتفسير

تختلف التلاوة عن التجويد بأنها مجرد قراءة للقرآن الكريم من دون التقيد بأي أحكام، وأما التجويد  فهو إعطاء كل حرف من الحروف حقه من الصفات والمخارج، والأحكام المترتبة على مجاورته حروفاً أخرى.

وفي تعلم القرآن الكريم عن بعد يتم عادةً تقسيم أحكام التجويد إلى مستويات حسب منهاج المنصة المتبع، فبعض المنصات  تقسم التجويد إلى ثلاثة مستويات، وأخرى تقسم التجويد إلى أربعة مستويات، وهناك منصات تقسم التجويد إلى أكثر من ذلك.

 وبشكلٍ عام، يمكن تقسيم مستويات التجويد إلى ثلاثة مستويات رئيسية من أجل تعلم القرآن الكريم عن بعد وهي:

  •   المستوى الأول: يشمل دراسة أساسيات علم التجويد، من تعليم مخارج الحروف وصفاتها، وأحكام النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة
  •   المستوى الثاني: يهتم بدراسة الأحكام المتقدمة في علم التجويد، مثل أحكام المد والقصر، وأحكام الوقف والابتداء.
  •   المستوى الثالث: يختص بتعليم الأحكام الاستثنائية في علم التجويد، مثل أحكام الهمزة، وأحكام اللحن.

دراسة تفسير القرآن الكريم

يتطلب دراسة علم التفسير التعمق والتوجه في علوم القرآن الكريم، حيث لا يكفي أن يكثر المتعلم من القراءة والاستماع فقط، بل هو بحاجة إلى خطة منتظمة يسير عليها.

ويتم دراسة علم التفسير ضمن عدة مستويات، أهمها المستوى الأول الذي يعد الأساس للانتقال إلى المستويات المختلفة.

 يتضمّن هذا المستوى أولاً تعلّم قراءة القرآن الكريم وإتقانها، ثم إثراء الحصيلة اللغوية وذلك من خلال تعلم قواعد اللغة العربية من نحو وصرف، مع تنمية القدرة على فهم الكلام المقروء واستخراج الفائدة المطلوبة منه، وبعد ذلك يتم الانتقال إلى حفظ معاني المفردات من معاجم القرآن الكريم.

ثم يمكن التقدم بعدها إلى مستويات أخرى أكثر صعوبةً، ويمكن تعلم علم التفسير عن طريق التسجيل بأي منصة تعلم القرآن الكريم عن بعد، أو أي أكاديمية توفر اختصاص علم التفسير لديها، وهو اختصاص يتطلب الكثير من الجهد والدراسة.

اقرأ أيضاً: ماهي دروس التفسير للأطفال

تدبر معاني القرآن وفهم معانيه

تتجلّى أهمية تدبر معاني القرآن وفهم معانيه بزيادة الإيمان، إذ يتعلم قارئ القرآن أسماء وصفات الله تعالى ويدرك معانيها جيداً، كما يتعرف على الأنبياء والرسل وقصصهم ومعجزاتهم، مما يعمل على تثبيت الإيمان في قلب القارئ.

كما يساعد فهم معاني القرآن على تقويم السلوك والأخلاق، من خلال التعرّف على الأعمال المباحة للعمل بها والإكثار منها، والنهي عن الأفعال المحظورة للابتعاد عنها وتجنبها.

 فقراءة القرآن تتطلب منا جميعاً الالتزام بما جاءت به آياته والعمل فيها، وهذا ما يتطلب الفهم أثناء تلاوة القرآن الكريم.

لذا عند قراءة القرآن يمكن الاستعانة بمصحف مزود بشرح للآيات أو المفردات، فهذا يساعد كثيراً على فهم المعاني الآيات والكلمات بشكلٍ وافٍ.

كما من الممكن الاستعانة بمنصات تعلم القرآن الكريم عن بعد التي تتيح دروس خاصة بفهم وشرح معاني القرآن الكريم من دون التخصص بعلم التفسير والخوض به، وهذه من أفضل الطرق لتدبر معاني القرآن وفهم معانيه.

إليك أيضاً: كيف تختار أفضل منصة تعليم قرآن

تحفيظ القرآن الكريم عن بعد

يعد تحفيظ القرآن الكريم عن بعد من خلال الإنترنت من أهم الوسائل لتعلم القرآن الكريم، خاصةً للراغبين بحفظ القرآن الكريم لكن لا يتواجد بقربهم مساجد أو مدارس إسلامية، كما هو الحال في البلاد الأجنبية.

وتتيح هذه المنصات تحفيظ وتعلم القرآن الكريم عن بعد، مع الاستفادة من الكثير من المواد الدينية الأخرى من تجويد وتفسير، والعلوم الشرعية المختلفة.

وأهم ما يميز عملية تعلم القرآن الكريم عن بعد أنها توفر إمكانية التعلم مع مشرف مختص سواء بالتحفيظ أو التجويد، مما يوفر للمتعلم المتابعة المستمرة وتحقيق الاستفادة الفعلية وإجراء تقييمات لحفظه ومستواه.

كما تتوفر تطبيقات هاتفية مختصة بتحفيظ القرآن الكريم يمكن تحميلها وتثبيتها مباشرةً على جهازك، تزودك بجدول يومي للحفظ، وجدول للإنجاز.

لكن هذه الطريقة لا توفر لك معرفة مستواك وأخطاءك وتصويبها لاحقاً، ولذا من الأفضل الالتزام بمنصة تعليمية تعلم القرآن الكريم عن بعد وتوفر حصص مخصصة للحفظ .

تعليم القرآن الكريم للأطفال؟

يمكن تعليم القرآن الكريم للأطفال بتعليم سورة الفاتحة، ثم قصار السور مثل: سورة الإخلاص، سورة الكوثر، سورة الناس، سورة الفلق، ..

كيفية تعلم أحكام التلاوة والتجويد والتفسير؟

يمكن تعلم التلاوة بمجرد تعلم القراءة العربية فالتلاوة هي عبارة قراءة القرآن الكريم من دون التقيد بأي أحكام. 
ويمكن تعلم التجويد عن طريق تعلم والمخارج الحروف، والأحكام المترتبة على مجاورته حروفاً أخرى وتعرف بأحكام التجويد. 
وأما علم التفسير  فيتطلب التعمق والتوجه في علوم القرآن الكريم، حيث لا يكفي أن يكثر المتعلم من القراءة والاستماع فقط، بل هو بحاجة إلى خطة منتظمة يسير عليها.

كيفية تعليم القرآن الكريم للكبار؟

يمكن تعليم القرآن الكريم للكبار بتعلم أحكام التجويد من أي وسيلة تعليمية يفضلها الطالب، إذ يمكن تعلم القرآن الكريم عن بعد عبر الفيديوات التعليمية أو التسجيل بمنصات تعليم القرآن الكريم.

كيفية تدبر معاني القرآن وفهم معانيه؟

يمكن تدبر معاني القرآن وفهم معانيه بالاستعانة بمصحف مزود بشرح للآيات أو المفردات، فهذا يساعد كثيراً على فهم المعاني الآيات والكلمات بشكلٍ وافٍ.

المصادر: